الربو من الأمراض الشائعة ويصيب جميع فئات العمر ونسبته تختلف من بلد إلى آخر ويعتمد هذا الاختلاف على نوعية المهيجات والوراثة,
ويعاني 5% من سكان أمريكا من الربو بينما حسب الاحصائيات 10 ـ 12% من سكان المملكة يعانون من هذا المرض مما يخلق عبئا كبيرا على الاقتصاد.وهذا المرض قد يؤذي أحيانا حيث إنه قد يكون السبب في موت أكثر من 2000 شخص في بريطانيا .
ويعزى السبب إلى عدم التشخيص المبكر أو إعطاء تشخيص غير صحيح أو تناول أدوية غير مناسبة أو سواء استعمال أدوية الربو.
وعادة يسبب الربو أعراضا كالسعال والأزيز في النوم وتقطع النوم بسبب أعراض عدة مثل العطاس في الصباح, كثرة التهابات الصدر, كذلك الأزيز بالصدر بعد عمل رياضي في جو بارد. مع العلم أن هناك تضاربا بأعراض الربو لكن يجب على الطبيب أن يأخذ بعين الاعتبار أن بعض الأمراض كتمدد القصيبات الهوائية, واستنشاق جسم غريب بالرئة (خاصة عند الأطفال) وارتشاح مائي بالرئة أو وجود ورم بالقصيبات (عند المدخنين) قد يعطي نفس أعراض الربو .
ويلزم عمل بعض الفحوص اللازمة (أشعة للصدر ووظائف الرئة) وذلك لتفادي التشخيص الخاطىء. حيث إن مرض الربو هو عبارة عن تهيج وانقباض في عضلات القصبات الهوائية يصاحبه تجمع في كريات الدم الحمراء والبيضاء وذلك عند التعرف للميهجات الخارجية, سواء كانت بالمنزل أو العمل أو خارج أو داخل الجسم.
المسببات الخارجية مثل الغبار, تلوث البيئة بالأدخنة والسجائر والحيوانات الأليفة واستعمال المخدات المحشوة بأشياء قد تسبب تهيج القصبات الهوائية كالصوف.
ويمكن معالجة الربو :
أولا بالتشخيص الصحيح ومعاينة الأعراض مع مراعاة العناية بوظائف الرئة وإعطاء العلاج اللازم الذي يضمن ابقاءها في وضع جيد.
كذلك الاهتمام بتقليل عدد النوبات وحدتها والأخذ في الاعتبار أن العناية بمرض الربو يسمح للنمو العادي للطفل .
وكذلك عدم التغيب عن حضور العمل أو المدرسة.
علاج مرض الربو يحتوي على موسع للقصبات وهي عادة مجموعة من الأدوية وتتكون مستشفيات وحبوب وشراب ومحلول. وينصح أغلب العلماء بأخذ الموسعات للقصبات الهوائية عند الحاجة أي عند حصول نوبة أو ازيز أو سعال وإنما المواظبة الكاملة للموانع والتي تقلل من الالتهاب المزمن بالقصبات الهوائية وتمنع حصول النوبات أو حدتها. تؤخذ هذه الأدوية حسب عمر المريض ومدى قدرته على أخذ العلاج بالوضع الصحيح حيث إن هذه العلاجات توجد بأشكال عدة وقد يحتم على المريض استخدام أجهزة تحسن من وصول العلاج للقصبات الهوائية. والجدير بالذكر أن هذه الأدوية متكافئة من ناحية الفعالية إذا استعملت الاستعمال الصحيح وحسب التوجيه الطبي.
ومن الأمور الهامة التي قد لا ينتبه لها الطبيب أو المريض هو أن استعمال هذه الأدوية وطريقها المفتاح المهم للعلاج ويلاحظ مرارا أن المريض قد أعطي العلاج المناسب ولكنه لم يتحسن مما اربك المريض وذهب من طبيب إلى طبيب آخر للعلاج ولكن لم يناقش معه طريقة الاستعمال وإذا كان ولابد من تغير نوع وضع العلاج إلى شكل مناسب ومفيد للمريض.
الابتعاد عن المهيجات ـ سواء بالمنزل أو بالعمل ـ جزء كبير من تخفيف حدة المرض ونوباته والتقبل السريع للأدوية. وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الربو فإننا ندعو اخواننا واخواتنا المصابين بهذا المرض بضرورة المتابعة الطبية بين الحين والآخر لضمان صحة دائمة بإذن الله تعالى.
الأستاذ الدكتور سليمان الماجد
استشاري الأمراض الصدرية