يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم هذه الأيام بالمولد النبوي الشريف، ويسترجعون فيها تلك القيم السمحة التي زرعها الرسول محمد «صلى الله عليه وسلم» منذ تكليفه بالرسالة وحتى الآن، وإرسائه لتلك القيم لم يكن للمسلمين فقط ، فقد جعلها للبشرية كافة تعينهم على أمور دنياهم وآخرتهم، فليس من العجيب إذن أن يتأثر به غير المسلمين بل ويسيروا على خطاه في القرن العشرين، وبعد مرور أكثر من 14 قرناً على رسالته السماوية. كيف رأى مشاهير الرسول محمد «ص» وقيمه السمحة:- 1) المهاتما غاندي: في حوار له بمجلة «Young India» الهندية تحدث الزعيم الهندي عن صفات الرسول محمد «ص» قائلاً: «أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعًا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته، مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته… هذه الصفات هي التي مهَّدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف»، وأضاف بقوله: «بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول محمد وجدت نفسي آسِفًا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة». 2) أدولف هتلر: الزعيم النازي الذي لم ينس كراهيته لليهود مطلقاً وقام بحرقهم في الهولوكوست، ذكر قائلاً: «أعتقد أن الوحيد الذي استطاع أن يتعامل مع اليهود ويكسبهم ويشلّ حركتهم في نفس الوقت هو رسول الإسلام محمد، الذي فهم ما تدور به عقولهم وقلوبهم لذا كان محمد حريصاً منهم.. حريصاً عليهم ليبلغ رسالته، فاستقطبهم بطريقته التي لم ولن يصل إلى مرتبتها أحد، فالتعامل مع اليهود مشكلة غير عادية، إنهم لا يستحقون الحياة إلا أن محمداً كان واسع الصدر يملك منطقاً غير عادي.. تأكدنا منه خلال تعامله معهم بالود الذي لم يألفوه وبالقوة التي شهدوها، لا أعتقد أنه لو كان محمد في عصرنا هذا لما فعل ما فعلت مع اليهود لكنهم لا يستحقون إلا ما قمت به معهم». 3) جورج بوش الأب: في عام 2005 أجاز مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف كتاب «حياة محمد … مؤسس الدين الإسلامي والإمبراطورية الإسلامية» للقس جورج بوش، الجد الرابع للرئيس الأمريكي جورج بوش الأب، وهو عمل توثيقي يعرض صورة حية لحياة الرسول محمد «ص» ويربط بين هذه النشأة وبين المصاعب التي واجهته لتحقيق هدف نشر دين عالمي جديد، وإصراره على دعوته وعدم إحباطه بمواقف معارضيه وتعرضه في طفولته لفقدانه والديه وعمله بالتجارة مع زوجته خديجة. 4) جورج دبليو بوش: رغب في السير على خطا محمد «ص» فيما يتعلق بوضع دستور للعراق بعد انتهاء الحرب عام 2003، فقد أبدى اندهاشه وإعجابه وهو يستمع من كانديس ديفيز، الباحثة أمريكية بجامعة «جونز هوبكنز»، إلى أن الرسول كان صاحب أول دستور ديمقراطي في التاريخ، وضعه للمدينة المنورة، وأكد الرئيس الأمريكي السابق أنه سيطرح تلك الفكرة الرائعة لمجموعة العمل التي شكلت بشأن العراق. 5) أنجيلا ميركل: بعد الأزمة الاقتصادية العالمية استعانت المستشارة الألمانية بحديث للرسول «ص» عن التعاملات الاقتصادية وهو «لا تَبِع ما ليس عندك»، فخلال زيارتها للغرفة التجارية الصناعية قابلت رجل الأعمال السعودي،الشيخ صالح كامل، رئيس مجلس إدارة الغرفة في جدة، وذكر لها أن شريعة الإسلام وفقاً للحديث تمنع البيع على المكشوف، لعدم صحة بيع المرء ما لا يملكه، وقد اقتنعت ميركل بهذه النقطة وعادت إلى بلادها وأصدرت قانوناً يمنع البيع على المكشوف بفضل حديث الرسول محمد «ص». 6) باراك أوباما: الرئيس الأمريكي المسيحي ذو الجذور الأفريقية الإسلامية، وفي إحدى خطبه للشعب الأمريكي ناشدهم نشر قيم الحب والتعاون والإخاء والتماسك فيما بينهم كما تؤكد جميع الأديان، ثم بدأ اقتباسه بحديث للرسول «ص» قائلاً: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه»، مما أثار ردود أفعال مرحبة في أوساط المسلمين بالولايات المتحدة ودفع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير» إلى التأكيد على أن استشهاد أوباما بهذا الحديث يحمل دلالات جيدة، وتعتبر جزء من خطوات الرئيس الأمريكي نحو التقرب من المسلمين والتي بدأها منذ توليه الفترة الأولى.