قَالَ لَهَا : تُشْبِهِينَ الْبَنَفْسَج ! وَ إنِّي أَعْشَقُ عِطْرَه
أَتَتَجَاهَلِينَ نِدَاءَ الْمُحْتَرَمِين ؟
قَالَتْ : أُمِّي وَ أَبِي وَأنَا لِعِرْقِنَا مُنْتَمِين وَ لِشَرَائِعنَا مُطَبِّقِين ..
قَال : أَلِـ حُبِّي تُنْكِرِين .!
قَالَتْ : مَاعُدْتُ أَعْشَقُ الْمُتَهَاوِنِينْ ..
قَالَ : ظُرُوفِي صَعْبَة وَ حَالِي يُرْثى لَهُ ,, أَلَا تَصْبُرِين .؟
قَالَتْ .. اِرْحَلْ ؟.
..
..
اِرْحَلْ !
...
نَعَمْ.. اِرْحَلْ إلَى حَيْثُ يَرْقُدُ الْعَاجِزُون ، فَقَلْبِي لِفُرَاقِكَ غَيْرُ مَلُوم
غنى
أُنْثَى أَخَذَتْ مِنْ الْقَمَرِ إِسْتِدَارَتَهُ , وَمِنْ شَمْسِ النَّهَارِ ضَوْءَهَا , وَ مِنَ الوَرْدِ نَقَاءَهُ وطُهْرَه ..
اسْمُهَا " لآفَنْدَر "
تَمْشُطُ جَدَائِلَهَا بِبَرَاعِمِ الْبَنَفْسَج
خَرَجَتْ ذَاتَ يَوْمٍ تَحْمِلُ سَلَّ الْفَوَاكِهِ ,, تَتَغَنَّجْ .. فَهِيَ الَأجْملُ بَيْنَ الإنَاثْ ..
ذَهَبَتْ إلَى سُوقِ المَدِينَة قَاصِدَةً بَيْعَ الْمَحْصُولِ مِنْ بُسْتَانِهِم فَهُوَ مَصْدَرُ رِزْقِهَا وَأَهْلِهَا ..
عَلَى نَاصِيَةِ الطَّرِيقِ صَادَفَتْ مَجْمُوعَة مِنَ الشُّبَّان ,
لمُرُورِهَا يَتَغَامَزُون مِنْهُم الهَائِمُ وَمِنْهمُ المفْتُون ..
أَسْرَعَتْ بِخُطُوَاتِهَا وَعِنْد وُصُولِهَا ..
كَانَ هُنَاكَ ضَجِيجٌ مِنَ المُشْتَرِين وَ بَاعَةٌ يُزَمْجِرُون
بَدَأَتْ بِتَوْضِيبِ بِضَاعَتِهَا وَعَرْضِهَا أَمَامَ الْمُتَجَمْهِرِين فَوَشْوَشَتْ لَهَا صَدِيقَتُهَا
إِنّهُ هُنَاكْ ..يَنْتَظِرُكِ اذْهَبِي إِلَيْه وَسَأَهْتَمُّ بِبِضَاعَتِكِ
ابْتَسَمَتْ هِيَ وَ ذَهبَتْ إليْه