من هو "عزرائيل "؟.
إذ لا يكاد يوجد مسلم أيّاً كانت درجته الثقافية أو الاجتماعية، إلاَّ ويجيبك :" إنه ملك الموت " المعروف. فما هذا التساؤل البديهي؟. ألست مسلماً!. أليس لديك أدنى ثقافة إسلامية حتى تسأل هذا السؤال البسيط جداً ؟!.
ولكن لا بد لأن نتنبه ......
لماذا لم يذكر الله تعالى في القرآن الكريم اسم عزرائيل على الإطلاق؟. علماً بأن الله تعالى ما فرَّط في الكتاب من شيء ،بل:إنه تفصيل لكل شيء، فكيف لم يذكره تعالى إن كان من الملائكة الكبار حقاً ؟! والله تعالى يقول : {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ..} (28) سورة النحل:الملائكة وليس عزرائيل .
{قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ ..} (11) سورة السجدة.
{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ..} (32) سورة النحل
{.. حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ ..} (37) سورة الأعراف
فلا يوجد ذكر لعزرائيل بين الملائكة، والوفاة تتمُّ عن طريق مَلَك الموت، فهو ملَك.
وقد ذكر الله تعالى اسم: {..جِبْرِيلَ..}، واسم ميكال أي: {مِيكَالَ}سورة البقرة (98)،ولم يورد تعالى ذكر "عزرائيل " في القرآن، فمن أين أتوا به؟!.
أنبئونا بعلم إن كنتم بعزرائيل عالمين!.
الحقيقة المذهلة
فالحقيقة أنه تعالى لم يذكر اسم" عزرائيل " على الإطلاق في كتابه المقدَّس القرآن الكريم.
أيضاً لم يذكر اسم " عزرائيل " في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،( إذ ورد في كتاب" حاشية السندي"، الجزء الرابع، الصفحة / 118/ ): بأن ملك الموت لم يرد تسميته في حديث، ولم يذكر اسم عزرائيل.
وقد تم البحث عن هذا الاسم "عزرائيل " في الكتب التسعة للأحاديث النبوية: ( البخاري، مسلم، الإمام أحمد، ابن ماجه، النسائي، الترمذي، أبو داود، الإمام مالك، الدارامي )، ولم يتم العثور على كلمة " عزرائيل " إطلاقاً.
وكذلك لم توجد تلك الكلمة في المتون الصحاح:
فذكْر( اسم عزرائيل لم يرد أبداً على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم )،ولم يثبت ذلك من جهته أبداً، كما أنه لم يرد في كتب التفسير للجلالين، وابن كثير، والطبري، وأحكام القرآن للشافعي )، لم يرد ذكرٌ له
أما ورد عن ملائكة الموت في القرآن الكريم، بأنهم عدد، وليسوا فرداً واحداً!!.
ففي قوله تعالى :{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ} (61) سورة الأنعام.
فهؤلاء الحفظة الذين أرسلهم الله هم الذين يتوفون المرء عند الموت:} تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا{.
إذن:} وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً{: ينتظرون حركاتك ويكتبون عليك ،} حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا{: توفته رسلنا: أي الذين أرسلهم الله علينا حفظة، وهم:ملَكُ الموت: يتوفى روحه، والرقيب والعتيد:يكتبان أعمالَه وأقواله، وملَك الإلهام: كل دلالته الخيِّرة له، ( يناديه دوماً في سرِّه: يا عبد الله ارجع إلى الله، تب إلى الله...).
إذن: الملائكة المكلَّفون بتوفي الإنسان، هم مع الملائكة الحفظة الذين أرسلهم الله يكتبون أعمال المرء بكل لحظة وهم لا يفرطون. سواء كان العمل صالحاً أم طالحاً.
وهكذا فالمقصود بآية:{ مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} أي: كل ملك وكِّل بوفاة أحد من البشر .
إذن لا وجود لعزرائيل، ذلك الاسم الموهوم أبداً ،لا في القرآن الكريم ولا في الأحاديث النبوية الشريفة، إنما هناك ملك الموت فقط لكل إنسان..
رأي بعض العلماء:
وقال المناوي
في "فيض القدير" (3/32) بعد أن ذكر أن ملك الموت اشتهر أن اسمه عزرائيل ، قال :
ولم أقف على تسميته بذلك في الخبر اهـ
وقال الشيخ الألباني
في تعليقه على قول الطحاوي :
" ونؤمن بملك الموت الموكل بقبض أرواح العالمين " . قال رحمه الله :
قلت: هذا هو اسمه في القرآن ، وأما تسميته بـ "عزرائيل" كما هو الشائع بين الناس فلا أصل له ، وإنما هو من الإسرائيليات اهـ
وقال الشيخ ابن عثيمين :
(ملك الموت) : وقد اشتهر أن اسمه (عزرائيل) ، لكنه لم يصح ، إنما ورد هذا في آثار إسرائيلية لا توجب أن نؤمن بهذا الاسم ، فنسمي من وُكِّل بالموت بـ (ملك الموت) كما سماه الله عز وجل في قوله : ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون ) اهـ .
"فتاوى ابن عثيمين" (3/161) .
سدد الله خطاكم وخطانا للصواب، وأبعد عنكم وعنَّا شرَّ الدسوس، وربك على كل شيء حفيظ.