ومن دلائل الحج المبرور شهود منافعه ( ليشهدوا منافع لهم ) سواء كانت دينية أو دنيوية.
فأما الدينية فهي سبعة:-
1- رؤية بيت الله الحرم فهو قبلة المسلمين والنظر إليه عباده
2- التشرف بالطواف به وهو عبادة مستقلة يجوز الطواف به في غير عمرة ولا الحج كما انه لا يجوز الطواف بغير البيت الحرام
3- الصلاة في المسجد الحرام وفضلها مشهور
4- الحج والعمرة
5- انه هدى للعالمين والمراد بالهدي علم وعمل وهما سبب لزيادة الإيمان
6- من دخل البيت الحرام كان أمنا فلا
يسفك فيه دم ولا يعضد شجره ولا ينفر صيده ولا تلتقط لقيطته ومن العجائب أن
بعض الحجاج فقد بعض متاعه فقال معاتبا لربه أين الأمن يا رب وهذا جهل منه
لان الله سبحانه جعل ايضا عضد الشجر وقتل الحمامة ولقطة الحرم حرام فلو
خالف الناس لكان الخلل منهم وعليه فالامن هنا معناه الأمن الشرعي وليس امنا
كونيا لايمكن مخالفته
7- ومنها وجود زمزم أفضل ماء على وجه
الأرض وهو طعام طعم وشفاء سقم ومن خصائصه أن المنافقين لا يتضلعون منه
ويقولون عنه انه مالح ولا يصلح للشرب
أما المنافع الدنيوية:- فهي التجارة والتعارف الذي يحصل بين الحجاج إلى غير ذلك
ومن المفترض علينا في الحج وبعد الانتهاء من مناسكه ألا يكون لنا عملا سولا الإكثار من الذكر والاستغفار
وقد قسم الله الحجاج إلى صنفين في نهاية آيات الحج في سورة البقرة فذكر
منهم من غرضه نيل الدنيا فقط لان
هناك من يعيش لبطنه ونيل شهواته فقط حتى انه قد يفسد حجة لأتفه الأسباب
وفيهم يقول الله في ( ومنهم من يقول ربنا أتنا الدنيا وماله في الآخرة من
خلاق) ومن لم يملأ الرحمن قلبه ملأه الشيطان فلا فراغ قال العلماء من غلب
عليه حب الدنيا شق عليه كل ما يذكره بمبدأه ومصيره وما يصور له من حساب
فليضل من يضل وليؤمن من يؤمن فان كل إنسان سوف يجني ثمرة كدحه على حد سواء
فإياكم أن تكونوا من أبناء الدنيا فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا
قليل
ومنهم من يريد الاخرة يبتغى من الله
فضلا ورضونا وجعلوا هذا الهدف نصب أعينيهم لان الإيمان قد ملأ قلوبهم وفيهم
يقول الله( ومنهم من يقول ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا
عذاب النار) وختم الله سبحان بان كل واحد منهم سيجني ثمرة كدحه على حد سواء
فقال (أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب )
كأن شيا لم يكن اذا انقضى وما مضى مما مضى فقد مضى
فهنيئا
لمن مضى له سابقة خير وطاعة عند ربه وهنيئا لمن وفق لاستكمال الخير وداوم
على طاعة ربه فاستمر بعد الحج على طاعة الله اللهم اجعلنا من الواصلين
المواصلين المرابطين على طاعتك ومحبتك ومرضاتك
وبهذا نكون جميعا قد وقفنا على هذه
النتيجة ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة فمن أراد أن يفعل هذه
العبادة ويتلبس بالحج فليجعلها نصب عينية حتى يفرغ منها فالحج المبرور ليس
له جزاء إلا الجنة نسال الله العظيم أن يعيننا على الإخلاص والصدق معه فليس
لنا إلا أن نفزع إليه ونعتصم به هو مولنا فنعم المولى ونعم النصير