الموالي في الخلافة الأموية

موضوع: الموالي في الخلافة الأموية 2012-10-13, 16:11

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

إن القارئ للتاريخ الإسلامي يلحظ أن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] كان لهم دورهم السياسي والعلمي في الدولة الأموية؛
فقد قاموا بأعمال الفتوحات الواسعة، والقيام على أمر الدواوين وتعريبها،
ثم ظهور العديد من العلماء منهم الذين كان لهم أكبر الأثر وأعظمه في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الإسلامية، وقد كانوا مجموعة من الطبقات:[/size]

الطبقة الأولى:
موالي العرب.. وهم الذين أُعتِقُوا أو عقدوا حلفًا مع بعض القبائل
العربية ذات النفوذ السياسي -أي تنتمي إلى قاعدة العصبية التي قامت عليها
الدولة الأموية- وهؤلاء كانوا ردءًا للدولة في القيام بكثير من الأعمال،
ويحدثنا الجهشيارى في كتابه (الوزراء والكتاب) أن "سرجون بن منصور" الرومي
كان يكتب لمعاوية على ديوان الخراج، ويكتب لزياد مولاه مرادس، وعلى
الخراج زاذان فروخ، وكان ذلك في أيام معاوية بن يزيد بن معاوية، ويكتب على
الديوان "سرجون بن منصور" النصراني (أي غير المسلم)... ويكتب لعبد الملك
على ديوان الرسائل "أبو الزعيزعة" مولاه، وعلى ديوان الخاتم للوليد بن عبد
الملك شعيب الصابي مولاه، ويكتب له على المستغلات بدمشق يفيع بن ذؤيب
مولاه، وكان من كبار الفاتحين المسلمين "طارق بن زياد" مولى من البربر،
وكان عامة جيشه الذي فتح به الأندلس من الموالي.

ومن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الذين وصلوا الإمارة: موسى بن نصير، وكان والده من سبي عين التمر، وولّى
أبو المهاجر دينار مولى الأنصار إفريقية 47هـ، وتولى يزيد بن أبي مسلم
كاتب الحجاج ولاية إفريقية أيضًا، وكان من الموالي، ولما قُتِلَ ولوا محمد
بن يزيد مولى الأنصار سنة 102هـ وغيرهم، ولم يكن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
مجرد موظفين ولكن كان لهم دور سياسي كبير في توجيه الأمور، ولا تكاد
تخلو صفحة من صفحات التاريخ من وجود دور للموالي في الأعمال السياسية أو
القتالية أو الإدارية، وبالتالي فإن هؤلاء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] كانوا جزءًا حقيقيًّا من الطبقة الحاكمة بلا فرق بينهم وبين مواليهم.

الطبقة الثانية من الموالي:
وهم العلماء الذين انخرطوا في طلب العلم، واستطاعوا أن يحفظوا للأمة
الإسلامية تراثها الفقهي، والأدبي والحديثي وكل فروع العلم؛ ففي المدينة
على سبيل المثال كان من سادة العلماء فيها: "سلمان بن بشار" مولى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
توفي سنة 103هـ، ونافع مولى ابن عمر، وربيعة الرأي وهو من شيوخ الإمام
مالك، وفي مكة: مجاهد بن جبر، مولى قيس المخزومي توفي سنة 102هـ، و[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، و[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وفي البصرة: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وأبوه مولى زيد بن ثابت، وفي الشام مكحول توفي سنة 118هـ، وفي مصر يزيد بن حبيب "بربري"، وهو شيخ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وغيرهم كثير.

الطبقة الثالثة من الموالي: وهؤلاء هم عامّة الموالي، وهؤلاء تحوّلوا إلى الإسلام بدون أن يعقدوا مع إحدى القبائل العربية عقد موالاة، فبقي ولاؤهم للأمة كلها.

ولقد
انصهر هؤلاء في تركيبة المجتمع الإسلامي، لا فرق بينهم وبين غيرهم من
العرب، واللافت أنه لم يكن هناك مجال من مجالات العمل موصدًا أمامهم، فقد
رأينا الأمراء وقادة الجيوش والعلماء من الموالي.

وقد كان في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
من ارتفع به إيمانه فوق العصبية، فقد كان الكثير من العرب وغيرهم ممن
فهم الإسلام جيدًا، وآمن بأنه يسوي بين جميع المسلمين، من عرب وعجم، وأيقن
أن الرجل يشرف بدينه وعمله وخلقه، وليس بجنسه وعِرْقِه، فأكرم الناس عند
الله أتقاهم، ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، فالحسن البصري -وهو
مولى- كانت له منزلة كبيرة عند العرب بصفة خاصة والمسلمين جميعًا، وكانت
له كلمة مسموعة حتى عند الدولة، بل كان ينتقد -علانيةً- خلفاء بني أمية
وولاتهم، ويوم مات تبع الناس كلهم جنازته، حتى لم يبقَ في المسجد من يصلي
العصر.

إن
الفكرة الشائعة عن بني أمية، والتي أذاعها بعض المستشرقين المتربصين مثل:
فون كريمر، وفان فلوتن، وبروان، ورددها كما هي جورجي زيدان وفيليب حتى،
ونقلها بعض المؤرخين المحدثين مثل: حسن إبراهيم حسن، وعلى حسني الخربوطلى،
وغيرهم، وهي أن بني أمية كانوا متعصبين ضد الموالي، وأنهم استغلوهم
واضطهدوهم واحتقروهم، وأنه كان من نتائج ذلك سخط [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الذي تولد عنه سقوط الدولة الأموية، هذا ليس على إطلاقه؛ فقد تبين أن هناك مجموعات من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مع الأمويين، وأنه كانت أعداد كبيرة من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مثلهم مثل بقية العرب المعارضين للحكم الأموي.

إن عظمة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
تكمن في التنوع من حيث الأجناس والألوان والثقافات المختلفة، والحق أن
الإبهار يتملك القارئ حينما يرى القسط والعدل والمساواة متحققة بين أبناء
الإسلام، لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح، وهذا ما
وجدناه جليًّا في ظل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

دكتورراغب السرجاني
[/size]

م[size=16]نقول

[/size]

وفق الله الجميع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]