الجنس عند الاطفال

د. مصطفى الراسي



مخطئ من يظن أن الجنس موضوع خاص بالكبار فقط أو أنه ممنوع على من هم أقل من 18 سنة، وغافل، أيضا، من يدّعي أن الجنس يبدأ مع البلوغ والحيض والمراهقة الأولى...
فهذه الكائنات الصغيرة جدا، التي تملأ حياتنا سعادة وأملا ونضارة، تملك منه الكثير وتعلم عنه الغزير، ولا يدنس ذلك شيئا من طهارتها ولا ينقص من براءتها نقطة واحدة... فالأطفال يبدؤون رحلة استكشاف الجنس منذ ساعاتهم الأولى بيننا وقبل الاحتفال بعيد ميلادهم الأول!... وغالبا ما يقتصر ذلك على ملامسة أعضائهم الصغيرة الحساسة في سن تتراوح بين 6 و7 أشهر عند الذكور، وبين 10 و11 شهرا عند الإناث.. وقد أكد باحثون، مثل سبيتز وولف، أن هذا العبث بالأعضاء الجنسية عند الأطفال أقل من 18 شهرا يدل على تمتعهم بصحة نفسية جيدة ويعكس مدى قدرة الأم على الاهتمام بأطفالها. وأقد درس الأمر نفسَه الباحث مارتنوس لاحقا عام 1994، والذي توصل إلى حقيقة لطيفة! فالأم كلما أغدقت على وليدها الحب والحنان ولفّته بالرعاية والنظافة والاهتمام، كلما كانت ملامسته لأعضائه منتظمة ومتكررة... والعكس بالعكس صحيح وثابت أيضا، فغياب الرعاية والحب من طرف الأمهات أو المربيات يترتب عنه غياب اهتمام الرضّع بالمداعبات اليدوية لمناطقهم الحساسة.
وتؤدي هذه الملامسات، في حالات كثيرة، إلى استمتاع ولذة قد يصلان في قلة منها إلى رعشة جنسية كاملة ! تُحضِر بعض الأمهات القلقات جدا أولادهن للاستشارة إذا لاحظنا تصرفات تدل على استمتاع جنسي ما، فلا أجد لهن حلا لأمر طبيعي سوى أن ألخص لهن أهم الخصائص الجنسية التي ترافق نمو فلذات أكبادهن:
من الولادة إلى السنة الثانية:
-يتكرر الانتصاب عند الذكور قبل الولادة بأسابيع وبعد الولادة مباشرة،
-يحدث لدى بنات حواء انتصاب البظر وإفرازات مهبلية بُعيد الولادة بقليل،
-في هذه المرحلة، يبدؤون في العبث بالمنطقة الجنسية،
-يستطيع الرضع، في حالات ليست نادرة، معانقة الرعشة الكبرى بالاحتكاك مع أداة ما أو لعبة أو مع ملابسهم.
من 3 إلى 4 سنوات:
-يراقب الأطفال أعضاءهم الجنسية ويجدون متعة ولذة في ملامستها،
-يلمس الملائكة الصغار مناطقهم الحساسة في جسمهم أمام الغرباء،
-يطرحون أسئلة حول الاختلافات التشريحية بين الذكر والأنثى،
-ينتبهون كثيرا إلى الكبار الذين يتعرون أمامهم،
-يحبون ملامسة أثداء أمهاتهم أو أثداء نساء أخريات،
-يستطيعون في ظروف معينة ممارسة ألعاب جنسية مع غيرهم من الأقران،
-يتعلمون الكلام الجنسي الفاحش ويستعملونه.
من 5 إلى 8 سنوات
-يفهم الأطفال في هذه السن ما يقبله الكبار وما يرفضونه في كل ما يتعلق بموضوع الجنس،
-يستعملون مفردات جنسية فاحشة، لمعاكسة غيرهم والممازحة أو لإحداث دهشة وصدمة في محيطهم،
-يواصلون الألعاب الجنسية مع نفس الجنس أو مع الجنس الآخر،
-يمارسون، أحيانا، مداعبة لأعضائهم الحساسة تشبه، إلى حد كبير، العادة السرية عند المراهقين،
-يكتسبون الحياء والخجل من التعري أمام الآخرين،
-يولون اهتماما كبيرا للأدوار الاجتماعية للذكور والإناث، فيقلدون الكبار من نفس جنسهم يرفضون التصرف كالجنس المغاير.
من 9 إلى 12 سنة
-يستمرون في العبث بأعضائهم الحساسة، مع انكباب أكبر على الجانب الشبقي لهذا الفعل،
-ينتظمون في مجموعات من نفس جنسهم ويدفعون الجنس الآخر ولا يقبلونه بينهم،
-تبدأ العلامات والإرهاصات الأولى للبلوغ، فيتجاوبون، أحيانا، مع الإشارات العاطفية للجنس المغاير.
على الآباء والأولياء والمربين إعادة قراءة هذه الحقائق مرات عديدة، لأن استخداماتها في التربية مركزية ومحورية وأساسية، تجعلنا في منأى عن انحرافات خطيرة لدى الأطفال، قد تسِم حياتهم المستقبلية بمعاناة مستديمة، إذا لم نعالجها ولم نحمِهم منها، فليس صحيحا القول إن الأطفال، مثل الملائكة، لا جنس لهم!...
لا غرابة إذا سمعنا ما ترويه إحدى الأمهات حين اكتشفت ابنها ذا السبع سنوات وهو «يداعب» أخته الصغرى، بعد أن جرّدها من ملابسها في وضعية جنسية، مثيرة وهو في حالة انتصاب تام! ففي غياب وعي جنسي عند الآباء، وبدعوى أنهم مازالوا صغارا ولا يعرفون شيئا، فقد ترك هذا الطفل ليقتسم مع والديه غرفة النوم وباغتهما عدة مرات، وهما يمارسان علاقتهما الحميمية...

استشاري علوم جنسية