أحكام الأضحية
الحمد الله رب العالمين , والصلاة والسلام
على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد :
فقد شرع الله الأضحية بقوله تعالى :{ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ }[الكوثر :2]
وقوله تعالى :{ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ }[الحج :36]
وهي سُنَّة مؤكدة ويكره تركها مع القدرة عليها
لحديث أنس – رضي الله عنه –
الذي رواه البخاري ومسلم في الصحيحين
أن النبي صلى الله عليه وسلم
(( ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر )).
وقد سُئل الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله
- : هل يقترض الفقير ليضحي ؟
فأجاب : ( إن كان له وفاء فينبغي أن يقترض
ويقيم هذه الشعيرة وإن لم يكن له وفاء فلا ينبغي له ذلك ) .
ممَّ تكون الأضحية ؟
الأضحية لا تكون إلا من الإبل والبقر والضأن والمعز
لقول الله تعالى :
{ مَنسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ }
[الحج :34] .
ومن شروط الأضحية : السلامة من العيوب .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( أربعة لا تجزئ في الأضاحي :
العوراء البين عورها , والمريضة البين مرضها ,
والعرجاء البين ضلعها , والعجفاء التي لا تنقي ))
[رواه الترمذي] .
وقت الذبح :
بداية وقت الذبح بعد صلا ة العيد لقول
الرسول صلى الله عليه وسلم :
(( من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه ,
ومن ذبح بعد الصلاة والخطبتين فقد أتم نسكه وأصاب السنة ))
[متفق عليه ] .
ويُسنُّ لمن يحسن الذبح أن يذبح أضحيته بيده ويقول :
بسم الله والله أكبر , اللهم هذا عن فلان
( ويسمِّي نفسه أومن أوصاه )
فإن رسول صلى الله عليه وسلم ذبح كبشاً وقال :
(( بسم الله والله أكبر , هذا عني وعن من لم يُضح من أمتي ))
[رواه أبو داود والترمذي] ،
ومن كان لا يحسن الذبح فليشهده ويحضره.
توزيع الأضحية :
يسن للمُضحي أن يأكل من أضحيته ويهدي
الأقارب والجيران , ويتصدق منها على الفقراء
قال تعالى :{ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ }
[ الحج :28] وقال تعالى :{ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ }
[الحج 36]
وكان بعض السلف يحب أن يجعلها أثلاثاً :
فيجعل ثلثاً لنفسه , وثلثاً هدية للأغنياء , وثلثاً صدقة للفقراء .
ولا يعطي الجزار من لحمها شيئاً كأجر .
فيما يجتنبه من أراد الأضحية :
إذا أراد أحد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة
فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئاً من شعره أو أظفاره أو جلده
حتى يذبح أضحيته , لحديث أم سلمة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( إذا دخلت العشر وأراد أحركم أن يضحي , فليمسك عن شعره وأظفاره ))
[رواه أحمد ومسلم ] , وفي لفظ :
(( فلا يمس من شعره ولا بشره شيئاً حتى يضحي ))
وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك
عن ذلك من حين نيته , ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية .
ويجوز لأهل المضحي أن يأخذوا في أيام العشر
من شعورهم وأظفارهم وأبشارهم .
وإذا أخذ من يريد الأضحية شيئاً من شعره أو ظفره أو بشرته
فعليه أن يتوب إلى الله تعالى
ولا يعود ولا كفارة عليه , ولا يمنعه
ذلك عن الأضحية ,وإذا أخذ شيئاً من ذلك ناسياً أو جاهلاً
أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه .
وإن احتاج إلى أخذه ولا شيء عليه مثل :
أن ينكسر ظفره فيؤذيه فيقصه , أو ينزل الشعر في عينه فيزيله ,
أو يحتاج إلى قصه لمداواة جرح ونحوه .
فبادر – أخي المسلم – إلى القيام بهذه الشعيرة العظيمة
ولا تكن من المحرومين الذين ينفقون الكثير
ويذبحون الذبائح طوال العام
ثم إذا أتى العيد تكاسلوا وتهاونوا .
اللهم أعد علينا هذا اليوم أعواماً عديدة وأزمنة مديدة
واجعلنا من عبادك الصالحين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .