بعد الموافقة على الزواج من شريك حياتك، عليك التأكيد على ذلك في يوم الزفاف أمام العالم كلّه والاحتفال بالمناسبة مع أقرب الناس إلى قلبك. لكن عشية اليوم الكبير، تشعرين بتوتر شديد، يجتاحك الضغط النفسي، وتضطرب عواطفك. قد يكون أجمل يوم في حياتك، لكن ما السبيل إلى التعامل مع الضغط النفسي؟
مضت أشهر وأنت منهمكة في تحضير زفافك إلى حد أن لائحة الخطوات التي يجب فعلها لا تفارقك. تتضمّن هذه اللائحة جميع التفاصيل التي ستجعل زفافك حدثاً لا يُنسى ويوماً مقدساً بمشاركة العائلة والأصدقاء. هذا ما تفكّرين به في الفترة الأولى من التحضيرات على الأقل، لكن مع اقتراب موعد العرس، سرعان ما تتمنين أن تتم الأمور على خير ما يرام لا أكثر، فكلّ ما تريدينه مثلاً هو ألا تغضب حماتك المستقبلية عند شطب أسماء أربعة من المدعوين المقربين منها، وأن يحبّ الجميع الموسيقى في الحفلة، وأن تبدو الأزهار جميلة، وغيرها من التفاصيل البسيطة.
في الحالات القصوى...
لا نريد التفكير بأسوء السيناريوهات التي قد تحصل في اللحظة الأخيرة، مثل ما حدث مع سلمى التي اضطرّت إلى إلغاء زفافها قبل شهرين من الموعد المحدد بسبب خطأ في المعاملات الرسمية. فاتصلت بالمدعوين، واحداً واحداً، لإبلاغهم بخبر تأجيل الزفاف وشرح الأسباب. إنها تجربة مزعجة حقاً!
العريس... حاضر غائب!
إذا لم تواجهي أيّ مشاكل أو عقد مماثلة، فأنت على الطريق الصحيح نحو حفلة زفاف ناجحة. لكن يبقى عليك إنهاء الأعمال المتراكمة، وتلقّي آلاف الاتصالات يومياً، وتعديل بعض التفاصيل الصغيرة، وتقديم تبريرات حول بعض الأمور. لا شك في أن العريس جزء من هذه العملية... لكن من بعيد! إنها حالة معظم الثنائيات: تتذمّر العروس من أنها تحضّر للعرس وحدها وتشعر بإرهاق شديد لأنّ زوجها المستقبلي لا يقوم إلا بأبسط الأمور. فيما يبرر العريس تكاسله قائلاً إنه يعود متأخراً من عمله. لكنّ هذه الحجّة لا تقنع العروس دائماً، إذ تعتبر أن السبب الحقيقي عدم اهتمامه بتفاصيل العرس. تفيض منتديات المناقشة الإلكترونية بهذا النوع من الشكاوى المتعلّقة بعدم انخراط الزوج المستقبلي في تحضيرات زفافه، ما يدفعنا إلى التفكير بأن الشراكة بين الرجل والمرأة ستبقى مفهوماً مبهماً حتى ضمن مؤسسة الزواج.
قبل موعد العرس ... كيف تسيطرين
خلافات عائلية
الزواج فرصة للتعرف إلى أسرة الشريك الآخر
. وفقاً لعلماء النفس، يشكّل تنظيم الاحتفال فرصة لاختبار الرابط الاجتماعي والعائلي، وتبرز الخلافات غالباً في هذه المرحلة. اليوم، يتشارك الزوجان في المسائل المالية وغيرها من القضايا الحياتية، لكن لا بدّ من التكيّف التدريجي مع بعض الأمور المستجدّة. يتفاجأ علماء النفس من مدى كآبة المتزوّجين حديثاً، سواء بسبب تدخّل إحدى العائلتين في خصوصية العلاقة الزوجية بين الشريكين، أو على العكس من ذلك، بسبب قلة دعم العائلتين لهما. تعترف نور أنّ الأمور لم تكن جيّدة دائماً مع عائلة زوجها: «أضافوا 20 مدعوّاً قبل العرس بـ 15 يوماً، ما أدّى إلى نشوء بعض الخلافات. أخيراً، رضختُ للأمر لأنني لم أشأ أن يتشاجر زوجي المستقبلي مع عائلته».
في المقابل، يعبّر عمر (29 عاماً) عن الوضع قائلاً: «من الصعب إرضاء العائلتين معاً. قد يقود الأمر إلى نشوء نقاشات حادّة. في ما يخصّنا، قررنا تقاسم تكاليف العرس بالتساوي. ستتكفّل كلّ عائلة بمدعوّيها، وسنتحمّل أنا وزوجتي المستقبلية تكاليف أصدقائنا».
مخاوف وأخطاء
تشعر المرأة قبل يوم من زفافها ببعض المخاوف وتراودها تساؤلات كثيرة. لا تتعلّق شكوكها بشخص زوجها المستقبلي، طبعاً لا، فهي تحبّه حتماً لمجرّد قبولها بالزواج منه. لكن يتمحور القلق حول تساؤلات من النوع التالي: «هل سيغيّر الزواج الأمور بيننا؟ أوَ لن نقع ضحايا للروتين اليومي؟» أما الرجل، فيتساءل حول أمور مختلفة: «هل سأفقد حريّتي؟». تتمنى المرأة عموماً ألا تتدهور العلاقة بعد إتمام الزواج كونه يوقظ أحياناً حسّ التملّك ويدفع إلى عرقلة مسار الآخر بشكل لاواعٍ.
لكن يرى علماء النفس أن الناس باتوا يفهمون اليوم أنّ الزواج لا يضمن نجاح العلاقة، بل هو عملية لتأسيس العلاقة وترسيخها. لا شيء مضمون! الزواج بداية مغامرة كبيرة.