سرعان ما انتهى الفصل الدراسي الأول وانتهت معه أعباؤه، إلا أن هذه
الأعباء سرعان ما ستتجدد بانتهاء إجازة نصف العام وبدء الدراسة في الفصل
الدراسي الثاني، ما يعني أن ما قمتِ به من مجهودات دراسية وما أبديتيه من
سعي لإحراز النجاح وما بذلتيه من جهد عليك مواصلته مع حلول الفصل الدراسي
الجديد. من الطبيعي أن يتبادر إلى ذهنك تساؤل عن كيفية قضائك للإجازة، فهل
الصحيح أن تقضي الإجازة في اللهو وممارسة الأنشطة المحببة وزيارة الأصدقاء
والخروج في نزهات، أم أن تقضيها في محاولة استذكار دروسك السابقة وتحضير
الدروس الجديدة؟ أم أنه من المفترض الجمع بين الراحة والمذاكرة وتقسيم
الأوقات بينهما؟
لا تتجاوز فترة إجازة نصف العام الأسبوعين، فهي فترة قصيرة لن تتيح لكِ
الجمع بين الأنشطة المتعددة، خاصة المتناقضة منها، وهنا الأجدر بكِ هو أخذ
قسط وافر من الراحة بعد عناء المذاكرة والتوتر المصاحب لفترة الامتحانات.
أفضل طريقة لقضاء الإجازة هي الخلود إلى الراحة لاستعادة التركيز وإعادة
شحن الطاقة، فاستغلال الإجازة في المذاكرة سيصيبكِ بالملل وسيستنزف طاقتك
الواجب توفيرها إلى مرحلة ما بعد بداية الفصل الدراسي وشروعك في تلقي
الدروس الجديدة. بالطبع لا يعني ذلك إهمال الدراسة بالكامل طوال الإجازة.
أول الطرق للاستفادة من الإجازة في الحفاظ على مستواك الدراسي عدم تعمد
تجاهل ما درستيه في الفصل السابق أو نسيانه بحجة أن دراسته قد انتهت. حاولي
الربط بين ما درستيه وبين الأحداث الجارية في مجتمعك، وكذلك بالأنشطة
الثقافية التي تشغلك، فهذه هي الوسيلة المثلى للانتفاع بما تعلمتيه. إذا
كنت من هواة القراءة، ابحثي بعناية عن كتب تتعلق بالمواد الدراسية التي سبق
وأن تلقيتها، واجتهدي أيضا في البحث عن مصادر للمعرفة تزيد فهمك لدروس
الفصل الدراسي الجديد، استقي منها ما تفهمينه ولا تشغلي ذهنك كثيرا بما
يصعب فهمه، فوقت دراسته لم تحن بعد.
امنحي نفسك فرصة لمشاهدة البرامج الحوارية على شاشة التلفاز، وتعرفي على
أحدث المجريات في بلدك عبر القنوات الإخبارية. المسلسلات والبرامج
الترفيهية لا ينتهي بثها؛ لذا فاستغلي القليل من وقتك في التعرف على مجريات
الأمور من حولك كي تكتسبي مزيدا من الفهم والخبرة.
لما لا تجربي نفسك في الكتابة؟ لما لا تحاولي نظم قصيدة شعر أو كتابة
قصة قصيرة؟ فقد تكوني تمتلكين موهبة الكتابة وقد تثير كتاباتك اهتمام
الآخرين. ربما يكون في صالحك التمرن على مهارات الكتابة لاكتشاف مواطن
الضعف عندك، خاصة الأخطاء اللغوية، وتفاديها في المستقبل.
هل جربتي من قبل حل الكلمات المتقاطعة؟ حاولي ولو على سبيل التجربة حلها
واستشيري من هم أكبر منك وأكثر خبرة فيما يصعب عليك حله. يمكنك أيضا
الاستعانة بالانترنت ولعل في ذلك ما يمنحك مزيدا من الثقافة والفهم.
مارسي ألعاب الذكاء وألعاب الفيديو التي تنمي مهارات الإدارة وتصريف
الأمور، خاصة ما يتعلق بإدارة الأموال وكسب الأرباح، فكلها مهارات ستضاعف
من قدرتك على إجراء العمليات الحسابية. استخدمي الإنترنت في الاطلاع على
تاريخ دولتك واستعيني بمراجع مبسطة، ولا مانع أيضا من مراجعة الخرائط
والمراجع الجغرافية لاكتساب مزيد من المعرفة عن المنطقة التي تقع فيها
دولتك.
لا تجعلي الدردشة عبر مواقع التواصل مقصورة على التسلية والتندر بأخبار
النميمة أو أخبار المشاهير وأحدث المستجدات في عالم الأزياء والرحلات،
فهناك أمور عديدة تستدعي الاهتمام، منها الأحداث الجارية. حاولي تجاذب
أطراف الحديث مع من هم أكبر منك سنا ومروا بنفس مرحلتك الدراسية للتعرف على
خبراتهم في هذا الشأن، ولكن حذارِ من أن تتأثري بتصريحاتهم السلبية أو
الإيجابية، فلكل تجربته الخاصة.
أخيرا، حضري نفسك لفصل دراسي جديد بذهن صافٍ وحاولي نسيان جميع سلبيات
الماضي للمعلمين والزملاء وافتحي صفحة جديدة لعلها تحمل إليك النجاح
والتوفيق.
