تعريف الحج:
قال في لسان العرب: الحج: القصد، حج إلينا فلان أي قدم(1).
والحج:
قصد التوجه إلى البيت بالأعمال المشروعة فرضاً وسنة. وهو قصد الكعبة
لأداء أفعال مخصوصة، أو هو زيارة مكان مخصوص في زمن مخصوص بفعل مخصوص
والزيارة هي:الذهاب، والمكان المخصوص: الكعبة وعرفة. والزمن المخصوص: هو
أشهر الحج، وهي: شوال وذو القعدة ، والعشر الأول من ذي الحجة. ولكل فعل
زمن خاص، ، والفعل المخصوص: أن يأتي محرماً بنية الحج إلى أماكن معينة.
متى شرع الحج؟
فُرض
الحج في أواخر سنة تسع من الهجرة، وآية فرضه قوله تعالى:{وَلِلّهِ عَلَى
النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}(97) سورة آل
عمران. نزلت عام الوفود أواخر سنة تسع وهو رأي أكثر العلماء.
منزلة الحج في الدين وفضائله:
الحج
من أفضل الأعمال فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (سُئل رسول الله صلى
الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟
قال: حج مبرور)(2). رواه البخاري ومسلم.
وعن
عائشة رضي الله عنها قالت: (قلت: يا رسول الله: نرى الجهاد أفضل العمل
أفلا نجاهد؟ قال: لكن أفضل من الجهاد حج مبرور)(3). رواه البخاري.
ولقد
بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا
الجنة)(4). رواه البخاري ومسلم.
إن
الحاج إن حج ولم يرفث ولم يفسق تطهَّر من ذنوبه وآثامه فيرجع كيوم ولدته
أمه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: (مَن حجَّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)(5). رواه البخاري
ومسلم.
فهنيئاً
للحجاج مغفرة الذنوب، إنهم وفد الله عز وجل، فعن ابن عمر عن النبي -صلى
الله عليه وسلم- قال الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم
فأجابوه، وسألوه فأعطاهم)(6).وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر
والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة
ثواب إلا الجنة)(7). رواه الترمذي.