خلال الأسبوع المنصرم فتحت دار الثقافة الحاجب أبوابها للساكنة من جديد قصد اللقاء مع عدد من الفرق الغنائية التي لم يألفوا رؤيتها الى على شاشات التلفزيون. المناسبة هي مهرجان "نغمة وكلمة" في دروته الأولى، الذي استقطب عدد من المواطنين والمسؤولين المحليين لمشاهدة أعضاء فرقة لمشاهب وهم يغنون "رسامي" ويستعيدون مع عدد من الحاضرين ذكريات سبعينيات القرن الماضي حيث شهدت الأغنية المغربية طفرة كان السوسدي وأصدقاؤه أحد وجوجها.
الواقفون وراء مبادرة "كلمة ونغمة" يعلمون أن مدينتهم فيها قاعدة سكانية واسعة من الشباب أيضا، فكان للأغنية الشبابية حضور أيضا، فيصل عزيزي خريج المعهد العالي للفنون الدرامية والتنشيط الثقافي خلع جبة الأداء المسرحي و حمل صوته الجميل صحبة فرقته الجديدة "فاي" فألهب حماس الشباب بألحانه الغربية وكلمات أغانيه المغربية التي يقترب سجعها من الكلمات المستعملة في فن الملحون.
ولأن دعوة أسماء معروفة من "المركز" وجب أن يرافقه تعريف بالمؤهلات التراثية المحلية، فقد اختار المنظمون مكانة لائقة بفن أحيدوس على منصة قاعة العروض بدار الثقافة، ذات البناية الحديثة التي يقول عنها محمد وهو رئيس جمعية محلية " كنا نخشى أن تكون مجرد بناية جميلة أخرى، لكن لحسن الحظ بدأنا نرى فيها مبادرات ثقافية على طول السنة..".
مبادرات على طول السنة، يصفها يوسف العرقوبي مدير دار الثقافة الحاجب بأنها تعبير عن رغبة في كسر ما يسميه بـ"مركزة الفعل الثقافي"، مردفا لهسبريس "إن كل منطقة في المغرب بها مؤهلات ثقافية مهمة وجب نفض الغبار عنها"، مدير الدار يفهم أيضا من خلال أنشطة مؤسسته أنها حق ثابت لكل مواطن في "الولوج للفرجة" و الحصول على نصيبه من "المنتوج الثقافي".
بالنسبة لفاطمة الأستاذة بإحدى المؤسسات التعليمية، مبادرات مدينة الحاجب الثقافية مسألة تفرحها، لأنها أضحت تغير "الستيريوتيب" اللصيق بالحاجب في أذهان المغاربة، والذي كانت فيه المدينة مرادفا للفضاء المحتضن لكل "راغب في متعة جنسية عابرة". فاطمة تقول أنها اليوم ترى مدينتها في ريبورتاجات تلفزية تغطي سهرة هنا أو مسرحية هناك وهو ما يعطي الفرصة للتعرف على الوجه المشرق لبلدتها الأطلسية.
"نغمة وكلمة" ليس إلا فردا في عائلة مهرجانات عدة تنظم بمبادرة من دار الثقافة وبشراكة مع عدد من المؤسسات المختلفة، فالمدينة الأطلسية تنتظر ملتقى ذاكرة ومسرح في دورته الثانية، و ملتقى "الخشبة إزداك بلاي" في دورته الثانية الذي يستضيف عروض الطلبة المتخرجين حديثا من المعهد العالي للمسرح، والمهرجان الوطني للهيب هوب في دورته الثالثة، أما الحج الكبير لسكان المدينة صوب الفرجة فيحدث بمناسبة "الأيام المسرحية للحاجب" حيث توقف عرض مسرحية "الباشا حمو" لمخرجها محمد الحر (السنة الماضية) مرتين متتاليتين من فرط حماس الجمهور الذي غصت به القاعة والمتفاعل مع أداء عبد الله ديدان و مريم الزعيم في مسرحية تنبش نبشا جميلا داخل ذاكرة "العروبية" بالمغرب.
العرقوبي الواقف وراء الدينامية الثقافية، تمنى أن يمرر دعوة من خلال هسبريس مفادها أن تتعدد الشركات مع المجالس المنتخبة بالمدينة و مجلس الجهة وكذا عمالة الإقليم لأن الشركاء المحليين هم القادرون على ضمان استمرار إشعاع ثقافي وفني حسب تقديره.
