استطلعت "هسبريس" آراء عدد من المواطنين المغاربة حول ممارسات مشينة قيل
إنها تحدث في بعض الأسر الثرية والغنية خاصة، خلال احتفالها بما يسمى عيد
الحب الذي يصادف 14 فبراير من كل عام، حيث استبعد الكثيرون حدوث تلك
التصرفات غير الأخلاقية، بينما اعتبر آخرون إمكانية حصول ذلك بسبب تفشي
التقليد للغرب حتى في فواحشه المُنكرة.
وتشهد هذه المناسبة، التي يحتفل بها الغرب، بعض الانحرافات السلوكية
المقيتة، من قبيل الاختلاط الفاضح بين الشباب ذكورا وإناثا، حيث يعمدون إلى
الاجتماع في بيوت مُعدة لهذا الغرض، بداعي تبادل الهدايا وأشياء أخرى..
ويبلغ الانحراف الأخلاقي مداه أحيانا بدعوى تخليد "عيد الحب" عندما
يقوم بعض الرجال رفقة زوجاتهم، في بعض الأوساط الثرية والراقية اجتماعيا
وماديا، بالتجمع خلال هذه المناسبة في "فيلا" أحدهم، ويحتفلون بالرقص
الماجن ومعاقرة الخمر، ثم تُطفأ الأضواء لتبدأ مشاهد تخل بالحياء وتهدم
معاني الرجولة..
وتنتهي الاحتفالية بمبادلة الأزواج والزوجات فيما بين الحاضرين، إذ يتم
ذلك من خلال "القٌرعة" عبر وضع مفاتيح سيارات الأزواج فوق المائدة، فتمتد
يد كل زوجة لأخذ مفتاح معين بشكل عشوائي، ليكون صاحب المفتاح والسيارة من
نصيبها، لتقضي معه تلك الليلة بداعي الاحتفال بعيد الحب... فهل هذا يحدث
بالفعل داخل المجتمع المخملي بالمغرب؟..
صحافي مغربي، طلب عدم ذكر اسمه، أكد أن هذا فعلا يحدث في بعض العائلات
الغنية والموسرة، مبرزا أنه سبق له أن عاين منذ سنوات خلت وقوع هذه
التصرفات اللا أخلاقية التي لا يقبلها المجتمع المغربي المسلم بأي حال من
الأحوال، وهي سلوكيات يراها فاعلوها عادية، وتدخل ضمن إطار حرياتهم الشخصية
والفردية.
ومن جهته، أكد محمد. خ.، سائق سابقا عند إحدى العائلات الغنية
والمخملية، حصول مثل هذه التصرفات لدى بعض الأسر التي لا تقيم للأخلاق
وزنا، وتعد ما تقوم بها احتفالا يتضمن بالأساس توطيدا للعلاقات الخاصة
والحميمة مع باقي العائلات الصديقة، مشيرا إلى أن هذه العلاقات غالبا ما
تكون قائمة على المصالح المادية والمشاريع التجارية.
وفي المقابل، استبعد عمر بلمقدم، في عقده الرابع، والذي اشتغل حارسا
لدى عدد من الأسر الغنية، أن تحدث مثل هذه التصرفات والسلوكيات، قائلا إنه
لم يسبق له طيلة سنوات عمله لدى العائلات الموسرة أن لاحظ أية احتفالات من
هذا النوع تصل إلى تبادل الأزواج في "الفيلات" الراقية التي عمل فيها حارسا
وقائما بالشؤون الداخلية لتلك البيوت وسكانها.
واعتبر الزيدي عبد الواحد، إمام مسجد، أن المجتمع المغربي لم يصل بعد
إلى سلك مثل هذه التصرفات الحيوانية، والتي لا يقوم بها إلا الديوثيون
الذين ارتضوا لأنفسهم الذل والهوان بقبول رجال آخرين يضاجعون نساءهم،
وزوجات يقبلن بنساء أخريات يقمن علاقات غير شرعية مع أزواجهم.
وأضاف المتحدث بأنه رغم موجة التغريب التي تتفشى في المجتمع المغربي،
وآفة تقليد الغرب بكل مساوئه واحتفالاته التي لا أصل لها في الدين
الإسلامي، فإن المجتمع المغربي بفقرائه وأثريائه لن يصل أبدا إلى اقتراف
مثل تلك الممارسات الموغلة في التطرف الأخلاقي.